الخميس، 7 أبريل 2011

دعـينى ... فـلن يكـون داؤكِ هـو اـلدواء




نظرت بعيداً بعينها ... لترانى بعد غياب
تجدنى وحيداً جالساً على شاطىء الأحزان
متأملاً ساكناً كتمثال مزروع منذ سنين منزوع منه الحياة
ظنت أن الفرصة قد سنحت لتدخل وتتوغل فى أعماقى

وإن لم تسنح ... فقد تجعل بمكرها من حالتى فرصة لتقترب أكثر
فكل هائـم حزين يحتاج إلى سند يريح عنه مايحمله قلبه
هنا أرادت أن تخلق هى الفرصة وتقترب

أخذت تدنوا ... وتدنوا ..... حتى دنت واقتربت
جلست فى صمت
وكأنها تقدر مابى ... كأنها تندمج معى فى حالتى

تتأمل ماذا تقول ؟ تبحث عن مفتاح مدخلها إلى أعماقى

إنها الفرصة التى كانت ومازالت تبحث عنها
الفرصة التى جعلتها تشعر بالثقة أننى سأتخلى عن الماضى

أننى سأصفح دون حساب ... أننى سأنسى تلك الذكريات التى حفرتها بداخلى منذ زمن
تلك الذكريات التى فشلت الأيام فى محوها ... ومازالت آثارها قائمة أمد الدهر
رسمت كل هذا فى خيالها .... وبقيت على التنفيذ
طال جلوسها وهى تراقبنى ... تراقب مشاعرى وأحزانى ... تحركاتى وآآآهاتى

تراقب بدنى وهى يقشعر حزناً مع كل تلاطم لتلك الأمواج
تراقب امتزاج مشاعرى بين حزن وحيرة ... كره وغيره كامتزاج مياه البحر أمامنا
تراقبنى وأنا أغرق فى مياه الذكريات الضحلة
ظنّت أن الوقت قد حان لتدخل فى أعماقى .... لتمحو ماحفرته من ذكريات أليمة
هكذا عقلها دائماً ما يقلل من هول أفعالها لتحسبها بسيطة هيّنة ... هكذا ظنت ؟
نادت بصوت ممزوج بعطف وآسى لما تراه ... مدفون بداخله مكر ودهاء

ماذا بك حبيبى ؟ .. دعنى أخفف عنك ... فداك نفسى لتغرق معاك
لم تكن تعلم أن اقشعرار بدنى أهون علىّ من أن أبكى لها

أهون من أن أرتمى فى أحضانها وأفيض لها ... أهون من أن أنسى جرحها
ألقت السؤال وانتظرت الإجابة ... انتظرت المسلسل الذى رسمته منذ قليل
انتظرت وانتظرت .... حتى طال انتظارها ولم يلتف إليها هذا التمثال الذى بجوارها ( حبيبُها أنا )
نظرت إلىّ بعينين غارقتين وفم متردد ......... لتنادى وتكرر ( هل لك أن تجيبنى ... لقد زاد قلقى ؟ )

عندها ... التفت فى بطء وببطء كأننى أتبع صوت ضعيف فى ظلام كاحل

التفت حتى ارتسم لى كامل ملامح وجهها أمام عينى
لتفاجأ ولتجد إجابتى تصدمها ... أكثر من ان تصدم موجة شديدة الهياج إنسان غريق لا حول له ولا قوة


عندما أجبتها فى صوت ضعيف مذبوح


(( لا محال يامن كنتى حبيبتى ......... اذهبى فلن يكون داؤكى هو الدواء ))

هناك 6 تعليقات:

  1. ينفع اعمل لايك هنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    تسلم إيدك يا حامد ربك

    ردحذف
  2. منور المدونة يا ماما نووهااا

    وايه رأيكى ف شوية الشجن دول ........ مش يستهلوا انها تعيط علشانهم بردووو

    ردحذف
  3. صباح الخير

    كلمات رسمت الحزن في دروب عينيك لتهطل دموع الشجن على حبر الورق فتصنع أعذب الكلمات التي لامست وجدان من يقرأها ....

    رائع النص وأسعدني تواجدي هنا وقرائته

    تحياتي

    ردحذف
  4. صباح منور بنورك يا فندم

    كلامك حضرتك عن الخاطرة شهادة أعتز بيها

    دائما ما يكون الحزن والشجن هو المنهال والرحى الذى يلهمنا بالكتابة


    دمتم بود .. لا حرمنا الله من تواجدكم معنا

    ردحذف
  5. خاطرة قصيرة لكنها معبرة بدأت بالبداية وصف الماضي ثم الوسط وهو العقدة والعقدة كانت في عودتها وثقتها من نفسها ثم النهاية الغير متوقعة لها .. المتوقعة لقارئ يشعر ويدري ما هو الإحساس ..
    فكأنها قصة قصيرة جذبتنا قراءتها وإن كان عنوانها قد رسم النهاية قبل القراءة ..
    أما عن الموضوع والمضمون فكم هو مؤلم لمن يشعر به هذا الإحساس أن تحب أحداً ويمنعك ألمك وجرحك عن أن تعود له مرة أخرى .. وإن كان في وجهة نظري أن القلب يريد العودة لكنه يخاف أن يتألم مرة أخرى فيفضل الوحدة والعقل يسيطر على القلب بالرفض ..
    وفي واقعنا ما أكثر تلك الشخصيات لا أدري ماذا تريد تبدل الأحبة وكأنهم شيء قدم عليها ووجدت نوع جديد أمامها ثم ما إن تمل تريد العودة إلى أن تقابل الأفضل من وجهة نظرها أو تكون قد أوقعته في شباكها ..

    عذراً على الإطالة ما أروع قلمك

    ردحذف
  6. زهراء

    الاروع هو تواجدك هنا ومرحبا بك فى عالم التدوين
    مبروووك مدونتكى الجديدة وان شاء الله نلاقيك فيها على طووول .. وإن شاء الله هتتعلمى كتييير وتستفادى أكتر عن طريقة المدونة


    فعلا ... ما أكثر الشخصيات التى يسيطر الجرح على عالمها
    قلبها يريد وعقلها يمنع
    الجرح وإن عمق لا تداويها الأيام مطلقا .. سيبقى هناك أثر كلما نظرنا إليه نظرنا تذكرنا مامضى

    أما عن العنوان ... فله قصة ومنه عملنا التدوينة اللى بعدها


    دمتم بود

    ردحذف