الثلاثاء، 24 يونيو 2014

الفراق والهجر .... كابوس أم حلم

فى البداية (( شكر خاص إلى الأستاذة المعلمة Homous Hussein لمساهمتها بنسبة كبيرة فى كتابة هذه الخاطرة ))
_________________
تفاجىء به أمامها , ويفاجىء هو بها فى وجهه ... فرصة لكى تعاتبه على ما مضى وفرصة له ليحاسبها على أخطائها
مشهد يوحى بذلك : ظلام كاحل بنتشر حولهما لا يوجد به نور سوا على وجههما , سكون يعم المكان لا تسمع سوا صوتهما وصداه يرن فى الأرجاء

كرسى الاعترافات والمحاكمات بدأ يرن جرسه ... وسماء العتابات بدأت تمطر عليهما معاً

سنين كان يلتقيان ويتحدثان اتبعها سنين مرت دون أن يتقابلا

من السبب فى البعاد ؟ ... لهذا دار الحوار بينهما

حوار طويل شاق لم يكن يهدف إلى عودة الماضى وما به من حب وتقارب ... أكثر منه اتهام للمتسبب فى الهجر والبعاد
دون جدوى انتهى الحوار بــ


*- دعينى وحــيداً واذهـبى ... فلـن يـكون داؤكـى هــو الــدواء

#- سأرحل بعيداً بعيداً ... ربما يكون بُعدى دواء حيث كان وصلى ترياق

*- لم يكن وصلكى ترياق , ولم يصل بعدكى لدرجة الدواء ... فلن يحن الوقت لتُـعلنى أنّـكى الدواء , فما زلتى أنتى الداء ! فما زال جرحكى لم يلتئم بعد , لم تداويه الأيام ...
هل ترين ؟ هل تشعرين ؟ أم اختفى احساسكى ومازلتى تصممى على البقاء


#- هَمستُك أنّـى راحلة ... فلما تنادينى بما يُخالج نفسك بكبرياء ؟ إن كنت جَرحتك فأنت الذى علّمنى كيف يكون الجرح نازفاً إن جاءته غدرة من أعز الناس .... إنى راحلة .!!

*- راحلة أنتى ؟ ... ارحلى !! ... فــلقد أردت أن يعلمها لكى الزمان دون أن أنطقها ... فلم ينتهى جرحُكى بعد , لن تخفيه الأيام مهما طالت ... سيظل كـظليلى معى دائماً دون فراق , سيظل يجعل العيون تلاحقنى ... يزداد جرحكى كلما نظرت إلى مرآة
ماكنت معلمكى الجرح لتجرحينى دون أن تعلمى مدى نفاذ ذلك الجرح ... ارحلى فلقد زاد النزف كلاماً فوق الدم


#- أوقف النزف , فما آراك سوا مستعذب لنزف جراحات , متوعد بظلال ألم ، وإن كنت أنا بقيت لأصبحت بقايا أشلاء ...
وإن جرحت والأيام لجرحك ضاغطة فقد علمتنى أيضاً كيف أتعايش وجراحاتى ... وإن كانت العيون بجرحى تلاحقك فكيف إن كان الجرح باكياً ومن وطأة النزف يذوى بلا رغبة فى مقاومة ولا تشبث بقاتل عاتى

علّمتنى الجرح يوم جرحتنى , ولم تُعلمنى كيف أداوى الجرح بما كان منه الداء .... وأنا قلت لك أنّـى راحلة !!


*- نعم علّمتكى !! ... فقد كنتى تستمدى منى الحياة , طلبتى أن أعلمكى كل أصناف المشاعر
حذّرتكى !! ... بالميزان ذكرتى أنّـكى ستفصلين بينهم .... فكان افتناعى !!
تسامح وحب ,, حنان وعطف ,, حقد وغدر وكره وجرح وغيرها كان منهجى لكى محذراً إياكى أن تُحسنى بينهم
فالمرأ وإن آوى بداخله كل أصناف المشاعر وجب عليه أن يختار أيهما يريد أن تفوح منه

فلما على الجرح تصرّين أن تعاملينى ؟ فلما علىّ أصبحت تهجمين ؟

ارحلى ,, ارحلى !! ... ارحلى لتُعلّمكى الحياة لما كنت أعلّمكى


#- نعم كنت صُـنعك , لكن من وحى حبٍ أغرقك أبدعتنى ... كنت لى حياة ولولاى ما تعلمت أبداٌ كيف يكون العشق !
قلت لك كيف تلخّـص لى المشاعر ؟ وكيف تعلّـمنى مما يأتينى الحس ؟

حذرتنى !!... ولكن المغامرة كانت جزءاٌ من كنهى , قلت لك سأحاسبك برحمتى فلا قِـبل لك بميزان عدلى
وقلت لك بحدسى أفرق بين طيب وغض , وأنّى من الله تعلمت أن الرحمة قبل العدل , منهجك كان طبيعياً ماله لازدواجية الخلق
فلولا القسوة لما تعلمت الحنان , ولولا الوفاء لما تيقّـنت مرارة الغدر , ولولا النقاء مافهمت آفة الحقد , والأريج النابع من سكنى المشاعر داخل البدن تغوينا بأى عطر نود أن نغتسل
فلما تصر على جلدى ؟ ولما يستهويك نطق لفظ الهجر ؟ ولما ؟ ولما أصبحت تعاملنى بقسط ونسيت أن الله يرحمنا ولا يأخذنا بذنب
راحلة أنا من دنيا أنت فيها مدام لا تصمت أبداً عن معايرتى لما تعطينى ,
علمتنى واستكبرت يوماٌ أن يفوق التلميذ براعة المعلم


*- ما أنا بجلّاد لأجنى عليكى وأبكى , لأكوى نفسى بتيار هجركى ثم ألقى عليك التهم .... لست بذلك

كيف لى أن أكون جلادك والسوط فى يدكى تبطشين كما تريد ولا ترين أى الأجسام تصدمين

ألا ترين تلك الجروح أم مازلت ف نظرك هينة تحتاج إلى أن تكون نافذة نازفا أكثر
ارحلى ... فلم يعد بئرى يحتمل كل جروحكى
ارحلى ... اكررها واكررها ليس كبريائاٌ ولكن لتعلمى أن حبكى أحيانى مرة وجرحكى أماتنى ألف مرة

ارحلى .... اكررها ليس معايرة ولكن لتقدرى وتشعرى كم صبرت إلى أن فاض بيا الكيل وانقطع حبل الوصل بيدكى لا بيدى

ارحلى .... ودعى الأيام أن تحاول ان تداوى جرحك
ارحلى ..... ارحلى لأنى أحبك


#- سأرحل لأننى أحبك

سكتا قليل كأنهما يعيدان شريط حياتهما أمام عينهما , إلى أن انهمرت دموعها عندما علما وتيقن أن عتابها الآن لا يفيد مقابل سنين وسنين من الحب والاحترام كانت بينهما , بوجودهما معاً تلتئم الجروح , لا بأيام تمر عليهما منفردين متذكرين فى كل لحظة جرح الآخر , هنا ستكون الأيام سكين يزيد الجرح لا يداويه
عندها تيقّـنا أن رجوعهما هو دواء جروحهما ... فهمّ كل منهما ليجرى نحو الآخر ليطلب منه الصفح والتسامح دون النظر إلى السبب
جرى فى اتجاهها ومد يده , ليفتح عينيه ليجده مستيقظ من نوم كان فيه
لا يعلم إن كان مامر به كان حلم أم أحد كوابيس الهجر والفراق
لكن الحقيقة التى تيقنها ولن تخفيها الأحلام ... أنها رحلت بلا عودة وأنه رحل عنها بلا أمل للرجوع ... ولا فائدة من عتاب الأحلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق